عنـدي لأجــل فراقـكـم آلام فـإلام أعــذل فيـكـم والام<br />من كان مثلي للحبيـب مفارقًـا لا تعذلـوه فلـلكـلام كــلام<br />نعم المساعـد دمعـي الجـاري علـى خـدي إلا أنـه نـمـام<br />ويذيب روحي نوح كل حمامـة فكأنمـا نـوح الحمـام حمـام<br />إن كنت مثلـي للأحبـة فاقـدًا أو في فـؤادك لوعـة وغـرام<br />قف في ديار الظاعنين ونادهـا ((يا دار ما فعلت بـك الأيـام؟))<br />أعرضت عنك لأنهم قد أعرضوا لم يبق فيـك بشاشـة تستـام<br />يا دار أين الساكنون وأيـن ذياك البهـاء وذلـك الإعـظـام<br />يا دار أين زمان ربعـك مونقًـا وشعـارك الإجـلال والإكـرام<br />يا دار مذ أفلت نجومـك عنـا والله من بعـد الضيـاء ظـلام<br />فلبعدهم قرب الـردى ولفقدهـم فقد الهـدى وتزلـزل الإسـلام<br />فمتى قبلت من الأعادي ساكنًـا بعد الأحبـة لا سقـاك غمـام<br />يا سادتي أمـا الفـؤاد فشيـق قلـق وأمـا أدمعـي فسجـام<br />والدار مذ عدمت جمال وجوهكم لم يبق فـي ذاك المقـام مقـام<br />لا حظ فيها للعيون وليس لـلأقـدام فـي عرصاتهـا إقـدام<br />والله إني على عهد الهـوى باقٍ ولـم يخفـر لـدي ذمـام<br />فدمي حـلال إن أردت سواكـم والعيش بعدكـم علـي حـرام<br />يا غائبين وفي الفـؤاد لبعدهـم نار لها بيـن الضلـوع ضـرام<br />لا كتبكـم تأتـي ولا أخباركـم تـروى ولا تدنيكـم الأحــلام<br />نغصتـم الدنيـا علـي وكلمـا جد النوى لعبت بـي الأسقـام<br />ولقيت من صرف الزمان وجوره ما لـم تخيلـه لـي الأوهـام<br />يا ليت شعري كيف حال أحبتي وبـأي أرض خيمـوا وأقامـوا<br />مالي أنيس غيـر بيـت قالـه صب رمته من الفـراق سهـام<br />والله ما اخترت الفـراق وإنمـا حكمـت علـي بذلـك الأيــام
